الرئيسيةالأسبوعيأحدث الصورالتسجيلدخول





























بعد أن أصبح التراشق بالألفاظ هو السائد

الرياضة فى مصر وصلت إلى القاع

إعلام رياضى هادف نظيف .. متى ؟؟






تقرير – رفعت عطالله


لا شك أن ما وصلت اليه الساحة الرياضية في مصر الآن أمر يدعو الى الإستغراب بعد أن تفرغ معظم النقاد والإعلاميين والرياضيين – من أصحاب الأسماء الكبيرة والمقام الرفيع- لتصفية الحسابات والتراشق بالألفاظ والانتقال بها في أكثر الأحيان إلي أقسام الشرطة وقاعات المحاكم حيث سخر أغلبهم أداته الإعلامية لأغراضه الشخصية ومشاكله الخاصة بعيدا عن عالم الرياضة وتحولت البرامج من التحليل والنقد والمناقشة والحوار الي سب وقذف وتشهير وتجريح وشجار وحرب كلامية واتهامات مخلة تطول الشرف والعرض والذمم المالية.
هؤلاء الإعلاميون والنقاد الذين حملوا علي كاهلهم مشعل نبذ التعصب والارتقاء بمستوي الجمهور بل ودخل بعضهم في عداوات مع بعض فئات الجماهير للتحذير من ممارسات الغوغاء والمتعصبين هم أنفسهم من وقع في نفس المستنقع فكال الاتهامات وتبادل الألفاظ والعبارات المستفزة ليكشف عن حالة الفصام التي يعيشها أكثر العاملين في هذا الحقل الذي غلبة عليه المصلحة وسيطرت عليه أخلاقيات السوق السوداء.
ولا يخفي علي أحد من المهتمين بالرياضة المصرية بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة أو حتي غير المهتمين ممن ابتلاهم الله بمتابعة الفضائيات أو قراءة الصحف في بداية اليوم .. الحرب الضروس بين النائب والإعلامي البارز أحمد شوبير نجم مصر والأهلي السابق والمستشار مرتضي منصور رئيس نادي الزمالك السابق وكلاهما حظي ويحظي بمناصب مرموقة ومكانة كبيرة من المفترض أن تحمله علي الترفع عن الصغائر .. ولكن أن يتحول الصراع الي بلاغات ومحاضر وصلت - الي الآن – الي 54 بلاغ لدي النائب العام بدأت بالسب والقذف ومرت بالاتجار بالمخدرات والتهرب الضريبي والاستيلاء علي أملاك الدولة وانتهت بالدعارة .. فهو أمر بالفعل يدعو للخجل لما وصل اليه حال رموز الرياضة والإعلام في بلادنا المحروسة.

المسألة لا تتعلق بكشف الفساد أو ملاحقة مسئول  باتهامات قد تثبت عليه أو تبرأ ساحته وهو ما نتمسك به وندافع عنه بل ونتمنى تحقيقه .. ولكن الأمر لا يعدو عن كونه تصفية حسابات ومعركة لتكسير العظام بين اسمين بارزين يمتلكان "الهواء" والبرامج والقنوات لنشر خلافاتهم أمام الجمهور وهو ما افقدنا الكثير من التركيز في قضايا أخري أهم من أجل متابعة أخر ما وصل اليه مسلسل "النائب والمستشار".
ولم تعد أزمة شوبير – منصور هي الوحيدة علي الساحة الرياضية وإن كانت هي الأشهر ولكن كلاهما يشترك في معارك أخري فشوبير له معركة أخري وإن انحصرت خلف كاميرات البرامج مع خالد الغندور وأسامة  خليل وأخري طفت مؤخرا مع أصدقاء الأمس سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة وسحر الهواري .. ولمرتضي معارك لا حصر لها أغلبها انتقل الي ساحات القضاء وإن كان أبرزها مع حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة وعدوه اللدود ممدوح عباس رئيس نادي الزمالك.


الرياضة في مصر لم تعد تحمل مثل هذا الوباء الإعلامي الذي تفشي واستفحل وبدأ يقضي علي الأخضر واليابس في ظل تخلي الإعلامي طواعية عن دوره في التوعية والنقد ليتفرغ لمثل هذه المهاترات .. فهل يعقل أن نري كل هذا اللغط الرياضي متزامنا مع تنظيم مصر لكأس العالم للشباب علي ملاعبها بدلا من الاهتمام بالحدث العالمي والالتفاف حوله من اجل إنجاحه وإبراز قدرة مصر علي تنظيم التظاهرات العالمية .. وهل يصدق أن يصل الإعلام الرياضي الي هذا المستوي المتدني متزامنا مع تعلق قلوب المصريين بأقدام لاعبي المنتخب المصري من اجل حلم التأهل الي كأس العالم والعبور من بوابة الجزائر الضيقة للغاية والذي تأخر قرابة العشرين عاما.

وهو ما يدفع بقوة للتساؤل .. إذا لم تجمعنا وتوحدنا هذه الحوادث وإذا لم نتنازل عن الصغائر ونترك مستنقع التراشق من أجل الهدف الاسمي والأكبر فمتى يكون أذن؟.
ولكن لأن التفرغ للمشاكل والتفاهات لا تخلق إعلام رياضي حقيقي ولأن المناخ أصبح فاسدا والأجواء باتت مشتعلة بين الجميع فلم نعد نعرف كيف نتحاور ولا كيف ننقد وبات النقد سباب والخلاف في الرأي شجار والحوار "ردح" وصار لا يخلو برنامج أو أستوديو تحليلي من وصلة للتطاول ووصف الأخر بأقذع الألفاظ وأحط الأوصاف فناقد يصف زميله بـ"البغبغان أبو شنب مفأفأ" وأخر يتهم صاحبه بالتربح وثالث يتهم حكم بالغباء ورابع يصف ناقد بالشذوذ وإعلامي يتهم رئيس نادي سابق بالجرب ومقدم ينعت رياضي بالحشرة في قائمة تضم شلبي وصادق ومعروف وشوبير والغندور وأسامة خليل ومرتضي وغيرهم كثير .. لتفقد الرياضة في بلادنا المحروسة لأهم أدواء التطور والنهوض لتصبح هي سببا في نكستها و"وكستها" وتراجعها وتدنيها.

أما أبرز ما هال الجمهور وكشف عورات الجميع وأثبت أن "ميكروفون" الإعلام أصبح في يد غير المؤهلين وباتت البرامج تدار بالفهلوة دون الاستناد الي لوائح وقواعد.. ما صاحب مع الموقف المتأزم لمنتخب مصر في تصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس العالم 2010 وصراعها المحموم مع الشقيقة اللدودة الجزائر علي بطاقة التأهل الي المونديال من لغط محللين بلا علم وخبراء بلا خبرة ونقاد بلا مادة فيما يمكن وصفه بالكارثة، خاصة بعد أن أعاد فوز مصر علي زامبيا بلوساكا الأمل في تحقيق حلم الذهاب الي جنوب أفريقيا وعزز كفاح رواندا أمام الخضر في ملعب مصطفي تشاكر بالبليدة في الجولة قبل الختامية لتصبح موقعة 14 نوفمبر بالقاهرة بين الشقيقين اللدودين حاسمة وفاصلة علي انتزاع تذكرة المونديال.
ليس المجال مقام سرد للائحة الاتحاد الدولي "الفيفا" التي تحدد حظوظ كل فريق في التأهل كما أنه كذلك ليس موطن الحديث عن حرب "داحس والغبراء" بين الإعلام المصري والجزائري وتبادل الاتهام بالتلاعب في النتائج والنفخ في أبواق التعصب وحملات الكراهية التي لا تستقيم بين أشقاء العروبة والإسلام .. ولكن لنبقي الأمر محصور فيما آل اليه إعلام بلادي .. فهل يعقل كل هذا الخلاف علي لائحة التأهل بين قائمة رنانة في الوسط وللعجب وللأسف تضم الرجل الأول علي رأس اللعبة سمير زاهر والمتحدث باسم اتحاده مدحت شلبي وكبار النقاد د. علاء صادق ود. مصطفى الأدور.. والخبير والمحاضر الدولي بالفيفا  فتحي نصير الكابتن محمد عبد المنعم"شطة"رئيس اللجنة الفنية بالاتحاد الافريقى الي جانب كل من قرأ كلمة هنا أو تابع مباراة هناك وبالتأكيد صار خبير في بواطن اللوائح وما بين السطور.

وعندما يتحول الجدل الي مادة دسمة للفضائيات وينتقل الخلاف الي مرحلة السباب والفضائح علي الهواء فهي كارثة، وعندما يجهل مسئولو اللعبة الأفاضل بلائحة التأهل، ويصر بعضهم أن الفوز بهدفين يكفي لتأهل المنتخب المصري مع تفعيل قاعدة احتساب الهدف خارج الملعب بهدفين والتي رددها الكثيرين دون أن يكلف أحد نفسه عناء البحث أو التثبت – والأمر لن يتكلف دقائق علي موقع الفيفا الإلكتروني – لتسير جموع الجماهير خلف هذا تلك اللائحة المخترعة قبل أن يتراجع بعضهم ويتمسك البعض الأخر فالكارثة أكبر.
قد يمر الأمر مرور الكرام خاصة بعد أن صحح الخبراء المعلومة علي رأسهم الدكتورين علاء صادق وطارق الأدور ويدخل تحت بند السهو والحماسة .. ولكن أن يخرج الكابتن شلبي وهو أحد مسيري اللعبة في مصر ليصر علي رأيه بأن هدفين يصعدا بمصر وأن الحديث عن أن الفوز بهدفين لا يكفي يفتح الأعين ويقدم للجزائرين هدية وكأنهم ليس لهم ادني علم بلوائح الفيفا .

ما كل هذا الإسفاف وما ذنب الجمهور المسكين في خلافاتكم الشخصية وما ذنب المشاهد الذي أفسدتم عليه متعته الوحيدة في كل هذه البلبلة والجدل .. ماذا يحدث لو ظل راسخ في ذهن الرأي العام أن فوز مصر علي الجزائر بهدفين يصعد بها ثم نفاجئ بعد ذلك بتأهل الجزائر أو اللجوء الي مباراة فاصلة "طالما اللائحة مطاطة".

ما كل هذا الجهل باللوائح هل يعقل أن يلجأ الاتحاد المصري إلي الفيفا للتأكد من موقف وائل جمعه من المشاركة بعد حصوله علي الإنذار الثاني في مباراة زامبيا بداعي أن الإنذار الأول كان في المرحلة الأولي من التصفيات أمام مالاوي مع أن اللوائح واضحة .
هذا اللغط أثبت أننا ليس لدينا أدني معرفة باللوائح ثم نعود لنسأل عن سبب تراجع الرياضة، وليس لدينا احترام للرأي والرأي الأخر والنقد بكافة أشكاله ثم نعود لنسأل عن أسباب تدني الرياضة، لا توجد لوائح مطاطة إلا في مصر ولا يوجد هذا اللغط إلا في مصر ولا يوجد هذا الكم من الخلافات والشتائم بين النقاد الا في مصر، ويكفي أن تطفو تلك المهازل علي صوت مونديال  الشباب الذي انزوى وتواري خلف هذا وذاك .. فمتى تصفو النفوس ونسمو علي تلك الصغائر ونعبر تلك الخلافات من أجل إعلام نظيف هادف يدعم الرياضة ويضيف للمشاهد؟








أكلات شهية







بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم












معاً ضد الجوع

Childrens Hosbital

Unite For Children