فإعتبروا يا أولي الأبصار

التوراة والبشارة بالإسلام

يزعم أهل الكتاب أن الله جل وعلا لم يخبرهم بمجئ الأمة الخاتمة أمة محمد صلي الله عليه وسلم(يريدون أن يطفئوا نور الله) ولكن شاءت إرادة الله وعنايته عز وجل أن يحفظ نصوصاً واضحة ليدحض بها مزاعمهم الباطلة (ليتم نوره ولو كره الكافرون) ومن هذه النصوص

النص الأول :" انظروا وأرسلوا الي قيدار وانتبهوا جداً انظروا هل صار مثل هذا هل بدلت أمة ألهة وهي ليست ألهة أما شعبي فقد بدل مجده بما لا ينفع".

ولكن لماذا اختصت النبؤة (قيدار) من أبناء إسماعيل عليه السلام.

يوضح ذلك ما ذكره صفي الرحمن المبارك فوي بعد ما ذكر الأثني عشر ولدا لسيدنا إسماعيل عليه السلام قال :"وتشعبت من هؤلاء اثنا عشر قبيلة سكنت كلها في مكة مدة من الزمان وكانت جل معيشتهم إذ ذاك التجارة من بلاد الشام ومصر ثم انتشرت هذه القبائل في أرجاء لاجزيرة بل والي خارجها ثم ادرجت أحوالهم في غياهب الزمان إلا أولاد نبايوت وقيدار".

واما قيدار بن إسماعيل فلم يزل أبناءه بمكة يتناسلون هناك حتي كان منه عدنان وولده معد ومنه حفظت العرب أنسابها وعدنان هو الجد الحادي والعشرون في سلسلة النسب النبوي.

وقد تفرقت بطون معد من ولده نزار والذي تشعبت منه أربعة قبائل:إياد وأنمار وربيعة ومضر ومن مضر تشعبت قبيلتين عظيمتين قيس عيلان بن مضر وبطون الياس بن مضر ومن الياس بن مضر كنانه بن خزيمة ومن كنانه قريش وهو فهر بن مالك بن النضر ومن قريش قبائل شتي :اهمها قصي بن كلاب ومنه عبد مناف بن قصي ومن عبد مناف عبد المطلب ومن عبد المطلب عبد الله ومن عبد الله ولد خير خلق الله محمد صلي الله عليه وسلم"

ففي هذا النص نري إشارات واضحة تشير وتبشر بأمة محمد صلي الله عليه وسلم لأسباب كثيرة:-

1-     فالنص يذكر أن الرب جل وعلا يأمر أهل الكتاب بأن ينظروا الي (قيدار) وقيدار هذا كما ذكرنا أنه ابن سيدنا إسماعيل فهو إشارة للأمة التي ستأتي من نسلها امة محمد صلي الله عليه وسلم.

2-     يذكر النص أن الأمة التي ستأتي من نسل قيدار لا تعبد إلا الله ولا تشرك به شيئاً ولا تتخذ من دوونه آلهة كما فعل اليهود والنصاري (قالت اليهود عزيز ابن الله وقالت النصاري المسيح ابن الله) بل وغالوا في أمرهم حتي قالوا (إن الله هو المسيح بن مريم) مما جعل الحق سبحانه وتعالي يأمرهم في هذا النص (انظروا وارسلوا الي قيدار وانتبهوا جداً) ثم نبه الحق سبحانه وتعالي أن مجئ هذه الأمة لتعلي كلمة لا إله الا الله بعكس الأمم السابقة الي بدلت نعمة الله كفراً وقال في هذا النص (أما شعبي فقد بدل مجده بما لا ينفع)

نتابع معاً في العدد القادم النص الثاني

أحمد زيد

 

اضغط للرجوع إلى صحافتنا