نبض

نوبة الصحيان

حينما نتأمل حالنا وما وصل إليه المواطن المصرى من مهانة فى عصر الديمقراطية تكاد العين تدمع فلا ترى أمامها ويصاب العقل بالشلل فلا يستطيع التفكير.. فلقد كثرت الإعتصامات والمظاهرات فى محاولة من أصحابها للحصول على حقوقهم .

فالمسئولين فى بلدنا لم يعد لهم عمل يقومون به .. فالمواطن الذى لا يستطيع أن يحصل على حقه من المسئول يتجه إلى الإعتصام وكأن المسئولين يعجزون عن تلبية طلبات الشعب .. يجلس المواطن فى الشارع وعلى الأرصفة تاركاً أسرته من أجل زيادة مرتبه بضعة جنيهات تعينه على إرتفاع الأسعار وياليتها تعينه !!!

فكلما زاد مرتبه ترفع حكومتنا الغالية الأسعار وكأن الزيادة ليس لها فائدة ، ولا يفوتنى أن أذكر المهزلة التى حدثت فى اللحوم وزيادة أسعارها بشكل ملحوظ حتى لجأ المواطن إلى الأسماك والدواجن .. والسبب وراء ذلك لا يعرفه أحد .

المواطن المصرى أصبح يحارب فى جبهات كثيرة .. يدافع عن عمله ومرتبه وها هم دفعوه الان إلى الدفاع عن مأكله وقد يدافع عن ملبسه فى الأيام القادمة .. ويا خوفى مما تخبئه له الايام .

وما يدعو للسخرية أن هناك عيد للعمال تحتفل به الدولة كل عام .. العامل الذى أنهكه العمل والجلوس فى الشارع من أجل الحصول على حقوقه .. الأحرى بالحكومة أن تجعله عيداً للإعتصامات !!!

إن مصر تحتاج إلى نوبة صحيان يفيق فيها المسئولين من موت الضمير الذى جعل المواطن فى هذا الوضع وجعل أناس يعيشون تحت خط الفقر .. عشوائيات وعشش من الصفيح يسكنونها دون إحساس بالأمان ، فما نجده كثر فى الأيام الأخيرة الحديث عن إنتخابات الرئاسة ومن سيكون الرئيس ، والبرادعى وأحمد عز، ولكنى أرى أن الموضوع أبسط مما تعرضه وسائل الإعلام .. فالمواطن كل ما يهمه أن يعيش بكرامة وبأمان ويتوفر له العمل والسكن والمأكل ، فلو حدث ذلك فلن نجد إعتصامات ولا إرتفاع للأسعار وقد يرى المواطن المصرى الحياة وردية لأول مرة فى حياته .

أما إذا إستمر الحال على ما هو عليه الان فلننتظر مجاعة قادمة وثورة وتدهور للأوضاع المستقرة حتى نشعر بنوبة الصحيان .. فهل تأتى ؟!!

إيمان العزقة